غالبية الرجال يشعرون بالتردد في لحظة الإعتراف بأحاسيسهم والتحدث عن مشاعرهم الداخلية، كالمخاوف والأحلام والعواطف لأنهم يعتقدون أنها تجعلهم عرضة للخطر، وهذا سبب إخفاء الرجال لمشاعر الحب، مما يجعلهم غير مستعدين للبوح بها.المرأة تميل إلى التفكير في المشاعر وتقاسم الأحاسيس مع الرجل، ومعظم النساء متسرعات في الكشف عن عواطفهن ورغباتهن، وعلى العكس من هذا الرجل، فالرجال يعتبرون عدم البوح بمشاعرهم يجعلهم أكثر غموض وجاذبية للمرأة.
وعلى الجانب المقابل يتصور الرجل أنه سيبدو أحمقاً حينما يكشف ويعترف بما يجول في صدره، أحياناً يعتقد الرجل أنه إذا قال كل شيء لامرأة وأقر بما في داخله من آمال ومخاوف وأحلام وتطلعات سيبدو متهورا وقليل الحكمة أمام المرأة، أو سيكون قد كشف عن نقاط الضعف في شخصيته، وهذا من الأسباب التي تجعله متردداً في الحديث عن مشاعره.
في أحيان أخرى يقدس الرجل حالة الإستقلال ويصر على الظهور بالمظهر القوي والمستقل في كل شيء، وليس في مشاعره فقط، بل في كل موقف وتصرف له في الحياة.
أما المرأة فهي تسير وراء غريزتها والحدس أو الحاسة السادسة التي تثق بها ثقة عمياء، لكن الوضع مختلف تماماً مع الرجل، فالرجال يحتاجون إلى الثقة أولاً، حيث يجب أن يشعر الرجل أنه يمكن أن يثق بالمرأة التي أمامه حتى يسمح لها بأن تعرف عنه كل شيء، ومن ثم يبدأ في البوح لها بمشاعر الحب وأسراره.
من هنا كان لزامًا على الزوجة الواعية ألا تعتبر أن إفصاح زوجها عن مشاعره نحوها دليلاً على أنه أصبح مستسلمًا خاضعًا له أو أنه لا يستطيع الحياة من دونها لأنها لو تصورت ذلك قد تبدأ في التصرف بصورة غير مسؤولة وتدفع الثمن في نهاية المطاف، وتأكدي أن تعبير زوجك عن مشاعره نحوك هو نعمة غالية تستدعي الحذر واليقظة وشكر الله تعالى.
والحقيقة أن الرجل بحاجة إلى أن يثق بالمرأة ويتأكد من إخلاصها له قبل أن يبدأ في مشاركة مشاعره معها، فهو أيضاً في حاجة إلى التأكد من حب حواء له بعمق، وأنه يملك كل مشاعرها وقلبها، ليتمكن من مشاركة أسراره الخاصة والخاصة جدا معها، وكم من الرجال لا يشاركون زوجاتهم أقل القليل عن أنفسهم، وهذا نتيجة عدم الزواج عن حب، وعدم وجود الألفة والمودة والرحمة والثقة المتبادلة بين الزوج والزوجة.
أما الهاجس الأكبر لدى كل الرجال هو خوفهم من الرفض عند عرض مشاعرهم على حواء، حتى ولو كان غارقاً في مشاعر الحب إتجاهها منذ الصغر لأن إحساس الرفض يسبب الألم وهو جرح قاتل في القلب بالنسبة الرجل، والرجل يشعر بصعوبة في معالجة هذا الجرح خاصة في حالة الرفض وعدم إستطاعة البوح بما يشعر لأي كان، فيظل الرجل مترددًا في الإعتراف بمشاعره لرفيقة دربه بما يحمله قلبه إلى أن يكون في غاية الثقة من أنها تحبه.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
